نهاية (أوانطة) مالك عقار
الكاتب: عبد المحمود نور الدائم الكرنكي
الثلاثاء, 06 أيلول/سبتمبر 2011 14:08
إذا كان مالك عقار معجباً مأسوراً بالحركة الشعبية، لماذا لا يغادر إلى دولتها الإنفصالية في الجنوب، ليصبح مواطناً صالحاً بها. لكن هي حرب العملاء ضد تنمية السودان. عندما أشرف العمل على بدايته في إنشاء قناة جونقلي لتطوير الحياة الإقتصادية لمواطني الجنوب وزيادة ( مليار متر مكعب إلى مياه النيل، وعندما أشرف إنتاج النفط على الإنطلاق، في تلك اللحظة الحاسمة التي كانت تعلن إنطلاقة السودان النفطية والمائية، كانت إنطلاقة حركة التمرد بقيادة جون قرنق في مايو 1983م. فكان أول ضحايا تمرُّده مشروع قناة جونقلي ومشروع إنتاج النفط. كانت المعركة الأولى للمتمرد جون قرنق هي تدمير المنشآت النفطية واعتقال المهندسين الفرنسيين الذين بدأوا مباشرة العمل في إنشاء قناة جونقلي. ثم تواصلت حلقات مسلسل تدمير مشروعات التنمية والخدمات في الجنوب، ليشمل الدمار مصانع السكر ومصانع النسيج ومناشير الأخشاب والمطارات والسكة حديد والمدارس والمستشفيات والطرق والكباري، حتى أعاد جون قرنق الجنوب إلى عهد الإنسان الأوَّل، وأحاله إلى أرض خراب. وعندما نجح السودان في إنتاج النفط، قام أعوان جون قرنق بأربع محاولات لتدمير الأنبوب الناقل للنفط.
وعلى طريق جون قرنق سار مالك عقار، فأعلن تمرده الأخير، وأشعل نار الحرب لتدمير المشروعات الإستراتيجية في التنمية والخدمات ورفعة المواطن. نار التمرد التي أشعلها مالك عقار وأطفأها الجيش السوداني في مهدها، كانت تستهدف مشروع تعلية خزان الروصيرص التي شارفت على الإنتهاء. تعلية خزان الروصيرص توفر الرّي لمليون ونصف فدان زراعي. التعلية توفر الرزق الكريم لعشرات الآلاف من العائلات. كما تزيد طاقة خزان الروصيرص في إنتاج الكهرباء. في إطار مشروع التعلية هناك مشروعات تنموية وخدمية مصاحبة يجرى تنفيذها بتكلفة (240) مليون دولار، تدفعها الخزينة الإتحادية. حيث يجري تشييد (5) مدن كاملة الخدمات، وسفلتة طريق الدمازين - قيسان، وتكملة سفلتة طريق الدمازين - الكرمك، ومدّ خطوط الكهرباء والمياه من الدمازين إلى قيسان ومن الدمازين إلى الكرمك. ذلك بالإضافة للمشروعات التنموية والخدمية التي أنِشئت من قبل في عهد الرئيس إبراهيم عبود والرئيس جعفر نميري ، التي تتضمن نصف مليون فدان من الزراعة الآلية ومطار الدمازين وخط سكة حديد الدمازين - الخرطوم وطريق الخرطوم - الدمازين، إضافة إلى المستشفيات وعشرات المدارس وجامعة الروصيرص التي خرَّجت عدّة دفعات وتمّ إنشاؤها في التسعينات. مالك عقار مثل معلِّمه المتمرد جون قرنق، يعلم أن التنمية هي عدوِّه الأول. فهي كفيلة بالقضاء على تمرّده وقلب الطاولة على رأسه ورأس الأجندة الأجنبية التي يخدمها لإعاقة تنمية السودان، ليتم سجنه سجناً أبدياً وراء أسوار التخلُّف. السلطان (قابوس) في سلطنة عمان في مطلع السبعينات هزم بالتنمية تمرُّد حركة (ظفار) الماركسية، فأصبحت نسياً منسيَّاً. لذلك يستهدف المتمرد مالك عقار مشروعات التنمية الإستراتيجية. ومثلما اعتقل جون قرنق عند إنطلاقة تمرده المهندسين الفرنسيين العاملين في قناة جونقلي وهدَّد أرواحهم، كذلك اعتقل مالك عقار في تمرده الأخير العشرات من الرعايا الأجانب من البرازيل واليابان والهند من العاملين بالمشروعات التنموية بولاية النيل الازرق وهدَّد أررواحهم. ومن نافلة القول أن تمرّد مالك عقار يهدد مياه النيل.حيث أن(76%) من مياه نهر النيل تأتي من النيل الأزرق، الذي أراد مالك عقار أن يشعل النار في ربوعه،ليس من أجل المواطنين، بل تنفيذاً للسياسة الأمريكية التي لعبت دورها في إشعال تمرده. فالولاية غنية بالمعادن والبترول والزراعة. وهي موطن مستقبلي للصناعات الثقيلة. سكان ولاية النيل الأزرق حسب الإحصاء السكاني الأخير يبلغون مليون وثلاثمائة وخمسين ألف نسمة. وتضمّ الولاية سبع عرقيات. وإذا أجريت انتخابات ديمقراطية حقيقية، لن يكون هناك موقع لمالك عقار وأمثاله. فقد جاء مالك عقار إلى منصب الوالي ليس بشهادة مدرسة سنار الثانوية التي درس فيها، أو بشهادة وزارة التربية والتعليم التي كان يعمل بها معلماً بمدرسة (باو) الثانوية العامة، بل جاء إلى منصب الوالي بالتزوير والتهديد والسّلاح وشراء الذمم. وقد كان السيد/فرح عقار فائزاً بمنصب الوالي. السيد/ فرح عقارمن أبناء النيل الأزرق، ولا يمت بقرابة إلى مالك عقار. كان فرح عقار فائزاً، قبل أن ينقض مالك عقار و(بلطجيته) على صناديق الإقتراع، ليفرض فوزه بـ (الأوانطة). الذين يستمعون إلى خطابات المتمرد مالك عقار السياسية، يعلمون أن أكثر كلمة يستخدمها مالك عقار في خطاباته هي كلمة (أوانطة). تلك الكلمة التي إعتاد على استخدامها كما يستخدم المسلم لـ (البسملة).ورغم أن مالك عقار إبن خليفة من خلفاء الطريقة الختمية، إلا أنه كان لا يعنيه توقير الدين في شئ، فهو لا يبسمل ولم يبسمل قط في خطاباته المكتوبة أو خطاباته السياسية الجماهيرية. كان ذلك يحدث في النيل الأزرق منبع أول دولة إسلامية سودانية.تاريخ وثقافة وأخلاق الولاية تفيد أن مالك عقاريفتقد الإحترام والأهلية والصلاحية. لكن بسالة الجيش السوداني وضعت نهاية لـ (أوانطة) مالك عقار، وبذاءاته السياسية. تلك نهاية تناسب مالك عقار الذي يكشف خطابه السياسي عن انتمائه إلى فئة (البلطجية) أكثر من انتمائه إلى طبقة السياسيين الوطنيين المحترمين. كتب الجيش السوداني الباسل نهاية المتمرد المعتدي مالك عقار الذي صوَّر له تضخمه النرجسي وأباطيل نفسه الأمَّارة بالسّوء أنه (أمير البرين والبحرين) و(سلطان) النيل الأزرق ورمز الثقافة... (مركز مالك عقار الثقافي)!.
٭ ملاحظة :
ظلت قناة الجزيرة الفضائية في تغطيتها لأحداث ولاية النيل الأزرق الأخيرة، تبث باستمرار أن (النيل الأزرق جزء من جنوب السودان). يجب على جهة الإختصاص لفت نظر القناة الموقرة إلى تصحيح الخطأ
الكاتب: عبد المحمود نور الدائم الكرنكي
الثلاثاء, 06 أيلول/سبتمبر 2011 14:08
إذا كان مالك عقار معجباً مأسوراً بالحركة الشعبية، لماذا لا يغادر إلى دولتها الإنفصالية في الجنوب، ليصبح مواطناً صالحاً بها. لكن هي حرب العملاء ضد تنمية السودان. عندما أشرف العمل على بدايته في إنشاء قناة جونقلي لتطوير الحياة الإقتصادية لمواطني الجنوب وزيادة ( مليار متر مكعب إلى مياه النيل، وعندما أشرف إنتاج النفط على الإنطلاق، في تلك اللحظة الحاسمة التي كانت تعلن إنطلاقة السودان النفطية والمائية، كانت إنطلاقة حركة التمرد بقيادة جون قرنق في مايو 1983م. فكان أول ضحايا تمرُّده مشروع قناة جونقلي ومشروع إنتاج النفط. كانت المعركة الأولى للمتمرد جون قرنق هي تدمير المنشآت النفطية واعتقال المهندسين الفرنسيين الذين بدأوا مباشرة العمل في إنشاء قناة جونقلي. ثم تواصلت حلقات مسلسل تدمير مشروعات التنمية والخدمات في الجنوب، ليشمل الدمار مصانع السكر ومصانع النسيج ومناشير الأخشاب والمطارات والسكة حديد والمدارس والمستشفيات والطرق والكباري، حتى أعاد جون قرنق الجنوب إلى عهد الإنسان الأوَّل، وأحاله إلى أرض خراب. وعندما نجح السودان في إنتاج النفط، قام أعوان جون قرنق بأربع محاولات لتدمير الأنبوب الناقل للنفط.
وعلى طريق جون قرنق سار مالك عقار، فأعلن تمرده الأخير، وأشعل نار الحرب لتدمير المشروعات الإستراتيجية في التنمية والخدمات ورفعة المواطن. نار التمرد التي أشعلها مالك عقار وأطفأها الجيش السوداني في مهدها، كانت تستهدف مشروع تعلية خزان الروصيرص التي شارفت على الإنتهاء. تعلية خزان الروصيرص توفر الرّي لمليون ونصف فدان زراعي. التعلية توفر الرزق الكريم لعشرات الآلاف من العائلات. كما تزيد طاقة خزان الروصيرص في إنتاج الكهرباء. في إطار مشروع التعلية هناك مشروعات تنموية وخدمية مصاحبة يجرى تنفيذها بتكلفة (240) مليون دولار، تدفعها الخزينة الإتحادية. حيث يجري تشييد (5) مدن كاملة الخدمات، وسفلتة طريق الدمازين - قيسان، وتكملة سفلتة طريق الدمازين - الكرمك، ومدّ خطوط الكهرباء والمياه من الدمازين إلى قيسان ومن الدمازين إلى الكرمك. ذلك بالإضافة للمشروعات التنموية والخدمية التي أنِشئت من قبل في عهد الرئيس إبراهيم عبود والرئيس جعفر نميري ، التي تتضمن نصف مليون فدان من الزراعة الآلية ومطار الدمازين وخط سكة حديد الدمازين - الخرطوم وطريق الخرطوم - الدمازين، إضافة إلى المستشفيات وعشرات المدارس وجامعة الروصيرص التي خرَّجت عدّة دفعات وتمّ إنشاؤها في التسعينات. مالك عقار مثل معلِّمه المتمرد جون قرنق، يعلم أن التنمية هي عدوِّه الأول. فهي كفيلة بالقضاء على تمرّده وقلب الطاولة على رأسه ورأس الأجندة الأجنبية التي يخدمها لإعاقة تنمية السودان، ليتم سجنه سجناً أبدياً وراء أسوار التخلُّف. السلطان (قابوس) في سلطنة عمان في مطلع السبعينات هزم بالتنمية تمرُّد حركة (ظفار) الماركسية، فأصبحت نسياً منسيَّاً. لذلك يستهدف المتمرد مالك عقار مشروعات التنمية الإستراتيجية. ومثلما اعتقل جون قرنق عند إنطلاقة تمرده المهندسين الفرنسيين العاملين في قناة جونقلي وهدَّد أرواحهم، كذلك اعتقل مالك عقار في تمرده الأخير العشرات من الرعايا الأجانب من البرازيل واليابان والهند من العاملين بالمشروعات التنموية بولاية النيل الازرق وهدَّد أررواحهم. ومن نافلة القول أن تمرّد مالك عقار يهدد مياه النيل.حيث أن(76%) من مياه نهر النيل تأتي من النيل الأزرق، الذي أراد مالك عقار أن يشعل النار في ربوعه،ليس من أجل المواطنين، بل تنفيذاً للسياسة الأمريكية التي لعبت دورها في إشعال تمرده. فالولاية غنية بالمعادن والبترول والزراعة. وهي موطن مستقبلي للصناعات الثقيلة. سكان ولاية النيل الأزرق حسب الإحصاء السكاني الأخير يبلغون مليون وثلاثمائة وخمسين ألف نسمة. وتضمّ الولاية سبع عرقيات. وإذا أجريت انتخابات ديمقراطية حقيقية، لن يكون هناك موقع لمالك عقار وأمثاله. فقد جاء مالك عقار إلى منصب الوالي ليس بشهادة مدرسة سنار الثانوية التي درس فيها، أو بشهادة وزارة التربية والتعليم التي كان يعمل بها معلماً بمدرسة (باو) الثانوية العامة، بل جاء إلى منصب الوالي بالتزوير والتهديد والسّلاح وشراء الذمم. وقد كان السيد/فرح عقار فائزاً بمنصب الوالي. السيد/ فرح عقارمن أبناء النيل الأزرق، ولا يمت بقرابة إلى مالك عقار. كان فرح عقار فائزاً، قبل أن ينقض مالك عقار و(بلطجيته) على صناديق الإقتراع، ليفرض فوزه بـ (الأوانطة). الذين يستمعون إلى خطابات المتمرد مالك عقار السياسية، يعلمون أن أكثر كلمة يستخدمها مالك عقار في خطاباته هي كلمة (أوانطة). تلك الكلمة التي إعتاد على استخدامها كما يستخدم المسلم لـ (البسملة).ورغم أن مالك عقار إبن خليفة من خلفاء الطريقة الختمية، إلا أنه كان لا يعنيه توقير الدين في شئ، فهو لا يبسمل ولم يبسمل قط في خطاباته المكتوبة أو خطاباته السياسية الجماهيرية. كان ذلك يحدث في النيل الأزرق منبع أول دولة إسلامية سودانية.تاريخ وثقافة وأخلاق الولاية تفيد أن مالك عقاريفتقد الإحترام والأهلية والصلاحية. لكن بسالة الجيش السوداني وضعت نهاية لـ (أوانطة) مالك عقار، وبذاءاته السياسية. تلك نهاية تناسب مالك عقار الذي يكشف خطابه السياسي عن انتمائه إلى فئة (البلطجية) أكثر من انتمائه إلى طبقة السياسيين الوطنيين المحترمين. كتب الجيش السوداني الباسل نهاية المتمرد المعتدي مالك عقار الذي صوَّر له تضخمه النرجسي وأباطيل نفسه الأمَّارة بالسّوء أنه (أمير البرين والبحرين) و(سلطان) النيل الأزرق ورمز الثقافة... (مركز مالك عقار الثقافي)!.
٭ ملاحظة :
ظلت قناة الجزيرة الفضائية في تغطيتها لأحداث ولاية النيل الأزرق الأخيرة، تبث باستمرار أن (النيل الأزرق جزء من جنوب السودان). يجب على جهة الإختصاص لفت نظر القناة الموقرة إلى تصحيح الخطأ