مُنتدى ادارية مُركب

اهلا بك زائرنــا الكــــريم فــــى منتدى شباب اداريه مركب.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُنتدى ادارية مُركب

اهلا بك زائرنــا الكــــريم فــــى منتدى شباب اداريه مركب.

مُنتدى ادارية مُركب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مُنتدى ادارية مُركب

مُنتدى اجتماعى ثقافى ورياضى يعنُى باثراء الفكر والأدب والرأى الأخر.


    إســــتراحة الأســـــــــــــــــــبوع

    أبو يوسف
    أبو يوسف
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 19
    تاريخ التسجيل : 12/10/2011

    إســــتراحة الأســـــــــــــــــــبوع Empty إســــتراحة الأســـــــــــــــــــبوع

    مُساهمة من طرف أبو يوسف الخميس 03 نوفمبر 2011, 11:41 am

    بسم الله، والحمد لله، والصَّلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واتَّبع هداه.... يا داخل الدار صلى وسلم على النبي المختار ....

    السلام عليكم أهل الدار(أحبابنا في الله) تحية طيبة ورحمة من الله تعالي وبركاته ... وبعد ،،،

    وكل خميس وأنتم بألف خير .... وجمعة مباركة بإذن الله تعالي ،،، وكل عام وأنتم بخير،،،

    والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ......

    قال عليه الصلاة والسلام:

    "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله ورجل قلبه مُعلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تُنفق يمينه، ورجل ذكر لله خاليا ففاضت عيناه". رواه البخاري ومسلم.
    جعلنا الله وإياكم والجميع من المتحابين في الله نجتمع عليه ونتفرق عليه ، ومن الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله .... آمين..

    موسم الحج

    إنَّ الحج موسم من مواسم الطَّاعة، وعمودٌ من أعمدة الدِّين، وركيزة من ركائز الإسلام، شَعائرُ ومَشاعر، يجب أن يَعِيشها المسلم، ويَحْياها المؤمن؛ لِيَأخذ منها الدَّرس والعبرة، ويستخلص منها السُّلوك والتطبيق، في هذا الموسم تَزْدان الأرض بوفود الحجيج، وتُضيء السَّماء بنور الملأ الأعلى، وتتألَّق الكعبة وسَطُ الدنيا، وسُرَّةُ الأرض، ومركز المعمورة، وبؤرةُ التُّقى والصلاح، ومصدر النُّور والإيمان، ومنبع الصَّفاء والنقاء.

    الحجُّ أخلاق تُكْتَسب؛ (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) -البقرة: 197.

    الحج شعائر تُعَظَّم، (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) - الحج: 32 ، (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) - الحج: 30 ، مناسك ومؤتمر، تضحية وفداء.

    إنها مشاعر لا تُوصَف، وأحاسيس لا تُكْتَب، إنما يَسْتطعمها الذي يؤدِّيها، ويُحِسُّها الذي يلبِّي نداءها، ويستشعرها الذي يَحْضرها، فينظر الكعبة، ويُعانق الحجر، ويصلِّي عند المقام، يسعى كما سعَتْ هاجَرُ - عليها السلام - ويُضَحِّي كما ضحَّى إبراهيم - عليه السَّلام - ويُطِيع كما أطاع إسماعيل - عليه السَّلام - ويطوف كما طاف محمَّد - عليه الصَّلاة والسَّلام - ويقبِّل الحجر كما قبَّل عمر - رضي الله عنه - عن حب ورغبة وإخلاص .... فقط؛ لعل قدمًا تأتي مكان قدم، وطوافًا يأتي مكان طواف، وسعْيًا يأتي مكان سعي، فيزداد الإيمان ويكون الغفران، وينتشر الأمن ويأتي الأمان.

    نفعني الله وإيَّاكم بهذه الخواطر والمعاني، ورزقني الله وإيَّاكم الإخلاص، اللهم ارزقنا حجًّا مبرورًا، ، وسعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا.

    المؤمن في طاعة وعبادة وذكر دائم لله عز وجل:

    يتقلَّب المؤمن في طاعة الله - عزَّ وجلَّ - لحظة بعد لحظة، وساعة بعد ساعة، ويومًا بعد يوم، وشهرًا بعد شهر، وعامًا بعد عام، هناك عبادة يوميَّة (الصَّلوات الخمس)، وأسبوعيَّة (صلاة الجمعة، وصيام الاثنين والخميس)، وشهريَّة (صيام ثلاثة الأيَّام القمرية)، وسنويَّة (صوم رمضان، وصوم يوم عرفة، وصوم التاسع من المحرَّم)، وعُمرية - في العمر مرَّة - (الحج)، إنها عبادة العمر، وشعيرة العُمر، هذا فضلاً عن العبادة التي على مدار السَّاعة (الذِّكْر).

    (لبَّيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنَّ الحَمْد والنِّعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك)

    عندما انتدب الله سبحانه وتعالي سيدنا إبراهيم - عليه السَّلام - أن ينادي في الناس؛ (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) - الحج: 27.

    جاء في الأثر: "قال إبراهيم - عليه السَّلام -: يا ربِّ، كيف أُناديهم، وكيف لنِدَائي أن يَصِل إليهم جيلاً بعد جيل؟! قال الله له: عليكَ النِّداء وعلينا البلاغ؛ فنادى: أيُّها الناس حُجُّوا بيتَ الله الحَرام، فأَسْمَع اللهُ الحيتان في البحر، والوحوش في البرِّية، والطَّير في السماء، أسْمَع الله الحجَر والشَّجر والمدَر، أسمع الله النُّطَف في أصْلاب الرجال، والأَجِنَّة في أرحام الأُمَّهات، نُطَفٌ وأَجِنَّة لم تأت بعد، ولكنها ستأتي عَبْر الزَّمان والمكان، فتُلَبِّي دعوة الرَّحمن، ونداء خليل الرحمن؛ (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) - الحج: 27.

    هذا أمر الله، لبَّاه كلُّ مَن أطاعه، وأبى كلُّ من عصاه، كلُّ شيء يلبِّي، الحجرُ والشَّجر والمدر؛ (ما مِن مُلَبٍّ يلبِّي إلاَّ لبَّى ما عن يمينه وشماله من حجَر أو شجر أو مدرٍ، حتَّى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا)؛ قال الشيخ الألباني: صحيح.

    ويُلبِّي كذلك المؤمن؛ (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) - النور: 51، (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ) - آل عمران: 193.

    الكلُّ يَصْدح بهذه التَّلبية الفريدة، وهذا النشيد الثَّائر، الذي يُزَلْزِل الزَّمان والمكان: (لبَّيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنَّ الحَمْد والنِّعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك)، يُعيدون الحَمْد والثَّناء لله، يوجِّهون التلبية والتهليل إلى الله، يَعْلمون أن التوكُّل لا يكون إلاَّ على الله، والاستعانة لا تكون إلاَّ بالله، والاستمداد والاستلهام لا يَكُونان إلا من الله. فالله - تعالى - هو مالِكُ المُلْك، وخالق الخلق، وصانع الفلك، بِيَدِه كلُّ شيء، وهو على كل شيء قدير.

    الحج يجمع كل العبادات:

    الحجُّ عبادة تَجْمع في طِيَّاتها كُلَّ العبادات، فيها الصَّلاة، وفيها الزكاة، وفيها الصوم، وفيها شهادة أنْ لا إله إلا اللهُ، محمَّد رسول الله:

    • في الحج صلاةٌ؛ (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) - البقرة: 125، والصَّلاة هناك بمائة ألف صلاة.
    • وفي الحج زكاة، إنفاقٌ قال عنه النبي - صلى الله عليه وسلَّم -: جهادٌ لا شَوْكة فيه: (ألا أدلك على جهاد لا شوكة فيه؟ حجُّ البيت)؛ صحيح، الألباني؛ انظر حديث رقم: 2611 في "صحيح الجامع".
    • وفي الحج جهاد بالمال، يُنْفِق الحاجُّ ماله من أجل تزكية نفسه وطاعة ربِّه، وحج بيته.
    • وفي الحجِّ صوم، يصوم الحاجُّ عن الحلال، لا يأخذ من ظفُرِه، ولا يقص شَعره، ولا يَقْرَب زوجه، وكذلك (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) - البقرة: 196، وصوم يوم عرَفة يكفِّر السنة الماضية والسنة اللاحقة لغير الحاجِّ.
    • وفي الحج الشهادة في كُلِّ أيامِ أعمال الحجِّ أنها مباركة، ممتلئة بالرَّحمات والنفحات، بالعِبَر والعظات، إنها أيام فريضة الحجِّ، مشاعر وأحاسيس يجب أن يَسْتشعرها الذي ذهب إلى الحجِّ، والذي لم يستطع أن يستشعرها أيضًا.

    عرفات الله.. الحج عرفة

    يوم عرفة يوم التعرف على الله. عجيبة مادة كلمة "ع-ر-ف" في ديننا. فقمة المديح أن يسمى الإنسان "عارف" بالله، ونجد الابتلاءات تسمى: "تعرفات الله"؟ وقد فسر ابن عباس قوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) قال (إلا ليعرفون)..فإذن "معرفة الله" هي ما خلقنا لأجله؟ وهي الصفة "الكامنة" التي استحققنا لأجلها سجود الملائكة؟ وهي مادة وغاية رحلة حياتنا؟..‏ رب "عرّفنا" بك فإنه لا علم لنا إلا ما علمتنا ..

    لكن؛ لا تكفي المعرفة فقط، وإلا فليس أعرف بالله من إبليس! لا بد من تحقق باقي اشتقاقات المادة : لا بد من المعرفة، والاعتراف، والتعريف به تعالى،، من عرف الله رفعه الله، لأن من عرفه تواضع لما عرف من عظمته تعالى، ومن "تواضع لله رفعه"! كم تستحق منا مادة "ع-ر-ف" من اهتمام؟!

    الله تعالى هو الظاهر وهو الباطن، ومن حكمته أن جعل الكون الظاهر دليلا على المعاني الباطنة. وهنا يأتي دور التفكر، فهو ينتقل بالقلب والعقل من المعاني الظاهرة إلى المعاني الباطنة، وبالتالي من الكون إلى المكون، فالظاهر هو مرآة الباطن. قيل لأم الدرداء: ما كان أكثر عمل ابي الدرداء؟ قالت: "التفكر"

    يكشف لنا ابن عطاء الله السكندري عن السبيل الى التواضع الحقيقي الذي نرتفع به قائلا: (التواضع الحقيقي هو ما كان ناشئا عن شهود عظمته وتجلي صفته.) أي هو الناشئ عن "معرفة" الله حق المعرفة! (وما قدروا الله حق قدره)! (فاعلم أنه لا إله إلا الله...واستغفر لذنبك).


    خواطر وتأملات في الحج :

    لقد وقفت علي هذه الخواطر والتأملات في الحج من محاضرة الدكتور عمرو خالد وحببت أن أنقل اليكم الجزء اليسير من تلك المحاضرة . ونحن نعيش هذه العشرة المباركة من شهر ذي الحجة وقد سبقني الأسبوع المنصرم الأخ الفاضل إبراهيم علي عبيد الله بالتذكير والتنوير بفضائلها وله منا جزيل الشكر والتقدير؛ وندعو الله سبحانه وتعالي للجميع أداء هذه الفريضة العظيمة، أو على الأقل العمرة إن شاء الله، ولتعدّ أيها الأخ والأخت نفسك وتربّيها على المعاني التي أتت في سورة الحج. واقرأ هذه السورة الكريمة بنيّة من يريد أن يستفيد من دروس الحج ومعانيه، حتى لو لم تتح لك الفرصة بعد...

    سورة الحج

    سورة الحج مدنية وبعضها مكي، نزلت بعد سورة النور، وهي في ترتيب المصحف بعد سورة الأنبياء، وعدد آياتها 78 آية.

    سورة الحج من أعاجيب السور ... لمـــــــاذا؟

    لأن فيها آيات نزلت في مكة وآيات نزلت في المدينة، آيات نزلت ليلاً وآيات نزلت نهاراً، آيات نزلت في الحضر وآيات نزلت في السفر. وليس هذا فحسب، بل أن السورة قد احتوت على ميزات أخرى، فهي السورة الوحيدة التي سميت باسم ركن من أركان الإسلام. ومن هنا تبرز قيمة الحج لأن الموضوع الأساسي للسورة - كما هو واضح - هو الحديث عن هذا الركن العظيم من أركان الإسلام.

    الحج مفتاح معانيها

    لكننا إذا قرأنا سورة الحج من أولها لوجدناها تتكلم عن يوم القيامة، من أول آية نرى التركيز على القيامة والبعث والنشور، إلى أن تنتقل الآيات إلى الجهاد في سبيل الله، ثم العبودية والخضوع الشديدين لله تبارك وتعالى، وأن الله تعالى يسجد له من في السماوات والأرض... فما علاقة هذه الأمور ببعضها؟ وما علاقتها بالحج؟

    إن المسلم عندما يؤدي هذه العبادة العظيمة، أو يعيش مع الحجاج ويتخيل نفسه معهم، ليفهم مراد ربنا من السورة، لأن الحج عبادة لها دور أساسي في بناء الأمة. وكأن السورة تقول لقارئيها: حجوا حجة صحيحة، مثل حجة النبي صلى الله عليه وسلم، لتبنوا أنفسكم وتدربوها على معاني رائعة وأساسية، وبالتالي تكون هذه المعاني عاملاً أساسياً لبناء الأفراد والمجتمعات وبالتالي الأمة كلها...

    تذكرة عملية

    بدأت السورة بداية شديدة في تذكيرها بيوم القيامة. فمن أول آية نقرأ قوله تعالى: (يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَىْء عَظِيمٌ). فما علاقة الحج بيوم القيامة؟

    إن مناسك الحج في أغلبها تذكّرك بيوم القيامة، لذلك أطلب من الأخ القارئ، ولو لم تسنح له الفرصة بالذهاب إلى الحج، أن يعيش معنا لقطة من لقطات الحج: ونحن ننزل من عرفة، ذاهبين إلى مزدلفة لرمي الجمرات، والحر شديد، والزحام خانق، والانتظار طويل. كل البشر يتضرع إلى الله بالدعاء، وينادي: "لبيك اللهم لبيك"، ولباس الحج البسيط يذكّر بالكفن الذي يلبسه الموتى... كل هذا يذكّر بعري يوم القيامة، وزحمة وحر وعرق وشمس يوم القيامة.

    الحج ومشاهد الآخرة

    ثم تبدأ الآيات بعد ذلك في وصف أهوال ذلك اليوم كأنك تراها أمام عينيك:

    (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَـٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَـٰرَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱلله شَدِيدٌ) (2).

    ثم تنتقل الآيات إلى البعث، والخروج من القبور، عندما يخرج الناس من قبورهم والتراب يعلو وجوههم وأجسادهم، لذلك تذكرنا أن أصل الناس كلهم إنما هو من التراب(يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مّنَ ٱلْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَـٰكُمْ مّن تُرَابٍ) (5).

    وفي الحج أيضاً، عندما تنظر لنفسك بعد يومين من ارتداء ملابس الإحرام، ترى أنك أصبحت كتلة من التراب. والأكثر من ذلك، هو أن تحج كحجة النبي صلى الله عليه وسلم تماماً. فإذا نويت المبيت في مزدلفة، ترى الكثير من الناس تعباً لا بل ميتاً من التعب، كأنه ميت فعلاً. فإذا أتى وقت الفجر يستيقظ الناس كأنهم يبعثون من القبور: الكل يلبس الثياب البيض ويتحرك لرمي الجمرات... لذلك تأتي الآية 7 لتذكر بالبعث من القبور: (وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ ءاتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱلله يَبْعَثُ مَن فِى ٱلْقُبُورِ) (7).

    وهكذا نرى أول أثر من آثار الحج في تربية الأمة: تربيتها على اليوم الآخر والاستعداد له، بأن يعيش أفراد الأمة بعض لحظاته ومعالمه أثناء الحج.

    مناسك الحج: غاية الطاعة لله تعالى

    ثم تنتقل الآيات (26 - 37) إلى ذكر مناسك الحج المختلفة، لتأتي خلالها الآية المحورية: (ذٰلِكَ وَمَن يُعَظّمْ شَعَـٰئِرَ ٱلله فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ) (32).

    فما السر في هذه المناسك العظيمة التي شرعها لنا الله تعالى؟

    إنك في خلال الحج، تنفذ أوامر وتعليمات محددة ومشددة من الله تعالى، إن لم تنفذّها بدقة تفسد الحج. فالمسلم في الحج يطوف سبع مرات حول حجر، ويسعى سبع مرات بين حجرين، ثم عند رمي الجمرات، فهو يرمي بحجر على حجر... فهو يطبّق مناسك عديدة قد لا يفهم الحكمة من ورائها، لكنه ينفذها فقط طاعة لله تعالى، واستسلاماً لأمره، وفي هذا قمة العبودية والطاعة لله تعالى، والتدريب على فريضة أخرى من فرائض الإسلام: الجهاد في سبيل الله.

    الحج والجهاد

    لذلك تأتي بعد آيات الحج مباشرة آيات الجهاد في سبيل الله: (إِنَّ ٱلله يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ) (3) ثم قوله تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَـٰتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ ٱلله عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (39).

    كأن المعنى: أن الحج تدريب أساسي على الجهاد في سبيل الله، لأنه عبارة عن حركة شاقة وانتقال من مكان إلى آخر، والحاج - كالمجاهد تماماً - كثير الارتحال بين الأماكن والمناسك دون أن يعرف الاستقرار. باختصار، إن الحج هو من أسمى العبادات التي يترك فيها المسلم كثيراً من عاداته التي تعوّد عليها في بيته، ليبني نفسه ويعوّدها على الجدية واقتحام الصعاب.

    الحج والخضوع لله

    ومن روعة الحج أنه يجعلك تستشعر أن الكون كله عبد لله. ففي يوم عرفة تشعر أنك لست وحدك من يسجد لله في هذا الكون ويدعوه، بل تشعر أن الخيمة ساجدةٌ هي الأخرى، وأن الجبل نفسه ساجد، بل الكون كله، فتنضم أنت - أيها الإنسان الضعيف - إلى هذه المخلوقات وتشاركها في سجودها وخضوعها لله تعالى. وهذا ما نراه بوضوح في الآية 18:

    (أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱلله يَسْجُدُ لَهُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَن فِى ٱلأَرْضِ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلْجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مّنَ ٱلنَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ ٱلْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ ٱلله فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ ٱلله يَفْعَلُ مَا يَشَاء).

    حياة الأمة... بين سجدتين

    واللطيف أن أول سورة نزلت فيها سجدة مع بداية البعثة كانت سورة العلق، التي جاء فيها قوله تعالى: (كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب)، بينما آخر سورة نزلت فيها سجدة كانت سورة الحج، التي نزلت مع نهاية البعثة، والتي ترى فيها قوله تعالى: (يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱرْكَعُواْ وَٱسْجُدُواْ وَاعْبُدُواْ رَبَّكُمْ وَٱفْعَلُواْ ٱلْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (77).

    والفرق بين السجدتين يظهر النقلة العظيمة التي انتقلتها الأمة، من السجدة الأولى الموجهة للنبي صلى الله عليه وسلم وحده في سورة العلق، إلى السجدة الأخيرة التي وجهت للأمة كلها في سورة الحج. فهي نقلة نوعية في فترة محدودة، من النبي وحده في غار حراء، إلى أمة عابدة مجاهدة..

    فاصــــــــلة

    قال تعالي

    (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ً )

    لبيك اللهم ربى وسعديك ، صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين و النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و ما سبح لك من خلقك يا رب العالمين على سيدنا محمد بن عبد الله خاتم النبيين وسيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين الشاهد البشير الداعي إليك بإذنك السراج المنير وعليه السلام ... اللهم اجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين سيدنا محمد عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة ... اللهم ابعثه مقاماً محموداً يغبطه فيه الأولون و الآخرون .... اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد .... اللهم صل على محمد وعلى آله و أصحابه و أولاده و أزواجه وذريته و أهل بيته و أصهاره و أنصاره و أشياعه و محبيه و أمته وعلينا معهم أجمعين يا أرحم الراحمين ....

    اللهم ارزُقْنا حجًّا مبرورًا، وذنبًا مغفورًا، وسعيًا مشكورًا، اللهم نجِّنا من عذاب القبور، ونجِّنا من هول النُّشور، واجعلنا في الآخرة من أهل السعادة والسُّرور، اللهم سَدِّد خُطانا إليك، شرِّفنا بالعمل لدينك، ووفقنا للجهاد في سبيلك، وغَيِّر حالنا لِمَرضاتك، امْنَحْنا التقوى، واهْدِنا السَّبيل، وارزقنا الإلهام والرشاد، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، ولا تجعل الدُّنيا أكبر همِّنا، ولا مبلغ علمنا، وصلِّ اللهم على سيِّدنا محمَّد، وعلى أهله وصحبه وسلِّم، والحمد لله ربِّ العالمين.
    اللهم أفردنا لما خلقتنا له، ولا تشغلنا بما تكفلت لنا به، ولا تحرمنا ونحن نسألك، ولا تعذبنا ونحن نستغفرك ... ورد علينا غربتنا وأجمع شملنا مع أهل الدار غانمين سالمين مسرورين ومبسوطين ...

    وفقني الله وإياكم لما فيه مصلحة العباد وخير البلاد ... السعية والرعية

    وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
    سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

    محمد المرضي (أبو يوسف)
    E-mail: murdi78@gmail.com

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024, 10:41 am