يا داخل الدار صلى وسلم على النبي المختار ....
السلام عليكم أهل الدار(أحبابنا في الله) تحية طيبة ورحمة من الله تعالي وبركاته ... وجمعة مباركة بإذن الله تعالي وبعد ،،،
إنني أكتب هذه السطور وأمامي رحلة عمل تقودني إلى الشرق الأقصي والصين ... استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعة ونسأل الله أن يجمعنا وإياكم على خير وبركة ... ونسأله تعالي العفو والمغفرة لنا ولكم جميعا...
والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ......
إن من علامات قبول العمل الصالح والطاعة أن يوفق الله العبد لطاعة بعدها، وإن من علامات قبول الحسنة: فعل الحسنة بعدها، فإن الحسنة تقول: أختي أختي. وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى وفضله؛ أنه يكرم عبده إذا فعل حسنة، وأخلص فيها لله أنه يفتح له باباً إلى حسنة أخرى؛ ليزيده منه قرباً.
فالعمل الصالح شجرة طيبة، تحتاج إلى سقاية ورعاية، حتى تنمو وتثبت، وتؤتي ثمارها، وإن أهم قضية نحتاجها أن نتعاهد أعمالنا الصالحة التي كنا نعملها، فنحافظ عليها، ونزيد عليها شيئاً فشيئاً. وهذه هي الاستقامة التي يحثنا عليها دوما الرسول صلي الله عليه وسلم فى الحديث عنها.
الإخوة اهل الدار ...
ها هي مواسم الخير تتواصل ... وهنحن نودع موسم الحج إلي بيت الله الحرام ... ركنا من أركان الإسلام الخالد والدين الحنيف ... وقد وصلنا إلى نهاية هذه الرحلة الإيمانية، في مواكبة هذه الأيام المباركة، مع المسلمين في كل مكان، وفي أثر الحجيج خصوصًا، الذين بدءوا رحلة العودة، ولا تزال قوافلهم تتواصل، بعد أن غنم المقبول منهم ثوابًا، ربما كان أسعد ثواب لقيه في حياته، ألم يقل الرسول:
"مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَع كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ".
لقد أكرمنا الله سبحانه وتعالى فى شهر ذي الحجة بنزول واحدة من أعظم آيات القرآن الكريم ووجب علينا هنا التفكر والتدبر فى آيات الله ، والإستفادة من الدروس والعبر من الآيات الواردة فى صدر سورة المائدة .... ويسرنى مشاركتكم فى هذه المناسبة السعيدة لتعم الفائدة بإذن الله تعالي ... وإذا مد الله فى أعمارنا إن شاء الله سوف ننقل إليكم الكثير المفيد لإصلاح العباد ولخير البلاد ...
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالي:
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣) سورة المائدة.
نزلت هذه الآية الكريمة على النبى صلى الله عليه وسلم فى حجته المباركة " حجة الوداع " و" اليوم " المقصود فى الآية هو يوم عرفة فى حجة الوداع فى السنة العاشرة من الهجرة كما ثبت فى الصحيح من حديث طارق بن شهاب قال: " جاء رجل من اليهود إلى عمر فقال يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرأونها لو علينا نزلت معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال ونصف آية قال:
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)
فقال عمر رضي الله عنه : إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه ؛ نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات في يوم جمعة "
إن الله تعالى وفق المؤمنين للحج الذي لم يكن بقي عليهم من أركان الدين غيره ، فحجوا فاكتمل هذا الدين أداء لأركانه وقياما بفرائضه ، خاصة أن الحج قد فرض قبل هذا فى السنة السادسة أو التاسعة على خلاف فى هذا ، إذن فالاكتمال مقصود به اكتمال أداء للشرائع ، أما أصل الإيمان فهو كامل منذ بدء نزول الوحى ، إذن فإن من ماتوا فى بداية البعثة قد ماتوا على دين كامل وإيمان كامل .
أما كون الشرائع لم تنزل دفعة واحدة لتكون تامة منذ البداية ، فليس فى ذلك غضاضة لأن الله عز وجل قد راعى أحوال البشر وطبائعهم ففرض عليهم الفرائض وشرّع لهم الشرائع تدريجا ، وفى ذلك للإسلام كل الفضل ، ومن ثم قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى :
(هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم) سورة الفتح.
قال: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بشهادة أن لا إله إلا الله ، فلما صدق بها المؤمنون زادهم الصلاة ، فلما صدقوا بها، زادهم الصيام ، فلما صدقوا به زادهم الزكاة ، فلما صدقوا بها زادهم الحج ..... ثم أكمل لهم دينهم فقال:
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
ولما كان الإسلام هو الدين الحق فقد ارتضاه الله تعالى دينا لأحبابه ، وميزانا يميز به الطيب من الخبيث ، وسببا يحقق للعبد رضا الله والفوز بالجنات... وإن من لوازم التحلى بالإسلام والرضا به دينا الرضا بالله تعالى ربا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ، هنا يسكن الإيمانُ القلبَ ويعمره بحب الله وطاعته ، فتصبح الطاعةُ همَّه ، حيث يسخر المؤمن وقته وجهده وكل ما يملك فى خدمة الدين وفيما يرضى الله ، فهذا وحده هو الذى يحقق السعادة .
يقول النبى صلى الله عليه وسلم: ( ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم – رسولا ) أخرجه مسلم.
ففي هذه الآية يقرر لنا الله سبحانه وتعالى أن أعداء الله يئسوا من دين الله دينا ... وأن علينا أن ندعوا إلى ديننا بكل شجاعة وجرأة فهو الدين الخاتم الذي ارتضاه الله لنا وسمانا به ( هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس ) سورة الحج
ولا يقبل الله من أحد دين غيره دين الإسلام ودين التوحيد. وأن الحلال ما أحل الله للمسلمين والحرام ما حرم الله عليهم وقد جلب شرع الله لرسول الله الشرائع السماوية السابقة والتي كانت كل شريعة منها خطوه نحو أكمال الدين وتمامه ببعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الأخوة أهل الدار ...
ونختم هذه الوقفة بالتفكر والتأمل فى هذه الآيات من سورة الأنعام لتكتمل اللوحة الإيمانية ونحن نودع هذا العام لنفتح صفحة بيضاء نستقبل بها عاما جديدا بإذن الله تعالى ...
بسم الله الرحمن الرحيم
(مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160) قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165) ) سورة الأنعام.
إن من أهم أسرار الحج أنه يربطنا بقدوتنا العظمى سيدنا محمد بن عبد الله (صلي الله عليه وسلم) الذي قال: (خذوا عني مناسككم) .
فالمسلم الذي راح يسأل ويتحرى أن يكون حجه كله وفق الهدي النبوي الكريم، يرجو ألاّ يحيد عنه، رجاء قبوله، ينبغي له كذلك أن يتأسّى به في حياته كلها، فالله تعالى يقول في محكم التنزيل:
(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) سورة الأنعام.
إنها آية عظيمة تضع المسلم أمام حقيقة ربما غفل عنها في خضم الحياة، وهي أن حياة الإنسان كلها، بل ومماته، يجب أن يكونا وفق نهجه وهديه كما هو شأن صلاته وعبادته المحضة، يتقفى في ذلك كله أثر الرسول الكريم ، فلا يستعير منهجًا لمالِهِ من جهة ، ومنهجًا لأسرته من جهة ثانية ، ومنهجًا لفكره من جهة ثالثة ، ولا يدع لله إلا ركعات ربما لا يدري ماذا قال فيها، وصيامًا فَقَد حقيقته، وحجًّا جهل أسراره، فعاشه بجسده ولم يعشه بقلبه، فإنَّ (لا إله إلا الله) منهج متكامل للحياة كلها بلا استثناء.
يقول الشاعر عمر أبو ريشة معتذرًا إلى الله بعد حجه:
أسألُ النفسَ خاشعًا: أتـرى *** طهرت بـردي من لوثة الأدرانِ
كم صلاةٍ صلّيت لم يتجـاوز *** قدسُ آيـاتها حـدودَ لسـاني
كم صيامٍٍ عانيت جوعي فيـه *** ونسيتُ الجياعَ مـن إخـواني
كم رجمت الشيطانَ والقلبُ مني *** مرهقٌ في حبـائل الشيطـانِ
رب عفوًا إن عشت دينيَ ألـ *** ـفاظًا عجافًا، ولم أعشه معاني
ومن أسرار الحج كذلك أنه يعطي صورة رائعة للوحدة التي يجب على المسلمين أن يسعوا إلى تحقيقها، فها هم أولاء قد تجمعوا من كل فجٍّ عميق، أبيضهم وأسودهم، شرقيهم وغربيهم، عربيهم وعجميهم، غنيهم وفقيرهم، لا تجمع بينهم سوى رابطة الدين، وحب الله ورسوله ، يرتدون لباسًا واحدًا، ويهتفون هتافًا واحدًا، ويرجون ربًّا واحدًا. قد ضحوا بأنفسهم فعرضوها لمخاطر الأسفار، وضحوا بأموالهم فأنفقوها راضية بها نفوسهم، وضحوا بأوقاتهم فاقتطعوا منها أيامًا وربما شهورًا، وضحوا بقربهم من أهلهم وديارهم وأسواقهم فتركوها في سبيل الله، وضحوا بجمالياتهم التي كانوا يحرصون عليها، فتجرّدوا من كل زينة ليبقوا أيامًا معدودات بلباس الإحرام المتواضع، الذي لا مباهاة فيه بين رجل وآخر، ولا مدعاة فيه لعجب أو رياء أو خيلاء، وتلك تربية للنفس على بذل كل شيء من أجل إرضاء خالقها ومحبته، ليس في الحج وحده، بل في سائر أيام العمر.
ومن أسراره ومنافعه تربية النفس على العفاف والأدب العالي، فإن الله تعالى يقول:
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ) سورة البقرة.
فإن من أراد أن يعمل بهذه الآية فعليه ألاّ يتدنى إلى الرفث، ولا يتدنس بالفسوق، ولا ينطق بالفحش، بل ولا يشغل نفسه بالجدل والنقاش الذي لا طائل وراءه، ولا ينظر نظرة مريبة، ومن يلزم نفسه بهذا كله في أيام الحج، فإن أثر ذلك سيبقى له بإذن الله بعده، ولو درسًا يتذكره كلما مالت به السُّبل، أو اشتط به الطريق. ثبّتنا الله جميعًا على صراطه المستقيم.
لعل تلك بعض المنافع التي أشار إليها الله تعالى في كتابه العزيز:
(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) سورة الحج.
الخاتمــــــة:
واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جل من قائل عليما (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عليه وَسَلِّمُوا تَسْلِيما ً).
لبيك اللهم ربى وسعديك ، صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين و النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و ما سبح لك من خلقك يا رب العالمين على سيدنا محمد بن عبد الله خاتم النبيين وسيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين الشاهد البشير الداعي إليك بإذنك السراج المنير وعليه السلام ... اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته وأتباعه ظاهرا وباطنا ... اللهم اجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين سيدنا محمد عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة ... اللهم ابعثه مقاماً محموداً يغبطه فيه الأولون و الآخرون .... اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد .... اللهم صل على محمد وعلى آله و أصحابه و أولاده و أزواجه وذريته و أهل بيته و أصهاره و أنصاره و أشياعه و محبيه و أمته وعلينا معهم أجمعين يا أرحم الراحمين ....
اللهم أكسبنا حبك وحب نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأرزقنا مرافقته في الجنة . اللهم وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...
ربنا آتنا في الدنيا حسنه وفي الاخره حسنه وقنا عذاب النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار.
اللهُمَّ اجعَل خَيرَ أعمارنا أواخرها ، وخَيرَ أعمالنا خَواتمها ، وخَيرَ أيّامنا يَومَ نلقَاكَ فيه وأنتَ رَاضٍ عنّا .
اللهم حبب الينا الايمان و زينه فى قلوبنا ، و كره الينا الكفر و الفسوق و العصيان ، و أجعلنا من الراشدين ، و أجعلنا هداة مهتدين, غير ضالين و لا مضلين.
ربنا أصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا و مقاما ، ربنا أصرف عنا السوء و الفحشاء و اجعلنا من عبادك المخلصين .
رب أشرح لى صدرى و يسر لى أمرى ، و أحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى.
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا. اللهم عافنا و اعف عنا فى الدنيا و الآخرة.
اللهم اغفر لى و لوالدى، و لأصحاب الحقوق على ، و لمن لهم فضل على ، و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.
اللهم أصلح لى دينى الذى هو عصمة أمرى، و أصلح لى دنياى التى فيها معاشى ، أصلح لى آخرتى التى فيها معادى ، و اجعل الحياة زيادة لى فى كل خير ، و اجعل الموت راحة لى من كل شر.
اللهم فرج همنا ، و نفس كربنا ، و أقض عنا ديننا، و اشف مرضانا ، و ارحم موتانا ، و اهلك اعداءنا .
اللهم أفردنا لما خلقتنا له، ولا تشغلنا بما تكفلت لنا به، ولا تحرمنا ونحن نسألك، ولا تعذبنا ونحن نستغفرك ... ورد علينا غربتنا وأجمع شملنا مع أهل الدار غانمين سالمين مسرورين ومبسوطين ...
غفر الله لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ، الأحياء منهم والأموات ... و جعلنا الله وإياكم والجميع من المتحابين في الله نجتمع عليه ونتفرق عليه ، ومن الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله .... آمين..
وفقني الله وإياكم لما فيه إصلاح العباد وخير البلاد ... السعية والرعية.
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين.
محمد المرضي )أبو يوسف)
E-mail: murdi78@gmail.com
السلام عليكم أهل الدار(أحبابنا في الله) تحية طيبة ورحمة من الله تعالي وبركاته ... وجمعة مباركة بإذن الله تعالي وبعد ،،،
إنني أكتب هذه السطور وأمامي رحلة عمل تقودني إلى الشرق الأقصي والصين ... استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعة ونسأل الله أن يجمعنا وإياكم على خير وبركة ... ونسأله تعالي العفو والمغفرة لنا ولكم جميعا...
والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ......
إن من علامات قبول العمل الصالح والطاعة أن يوفق الله العبد لطاعة بعدها، وإن من علامات قبول الحسنة: فعل الحسنة بعدها، فإن الحسنة تقول: أختي أختي. وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى وفضله؛ أنه يكرم عبده إذا فعل حسنة، وأخلص فيها لله أنه يفتح له باباً إلى حسنة أخرى؛ ليزيده منه قرباً.
فالعمل الصالح شجرة طيبة، تحتاج إلى سقاية ورعاية، حتى تنمو وتثبت، وتؤتي ثمارها، وإن أهم قضية نحتاجها أن نتعاهد أعمالنا الصالحة التي كنا نعملها، فنحافظ عليها، ونزيد عليها شيئاً فشيئاً. وهذه هي الاستقامة التي يحثنا عليها دوما الرسول صلي الله عليه وسلم فى الحديث عنها.
الإخوة اهل الدار ...
ها هي مواسم الخير تتواصل ... وهنحن نودع موسم الحج إلي بيت الله الحرام ... ركنا من أركان الإسلام الخالد والدين الحنيف ... وقد وصلنا إلى نهاية هذه الرحلة الإيمانية، في مواكبة هذه الأيام المباركة، مع المسلمين في كل مكان، وفي أثر الحجيج خصوصًا، الذين بدءوا رحلة العودة، ولا تزال قوافلهم تتواصل، بعد أن غنم المقبول منهم ثوابًا، ربما كان أسعد ثواب لقيه في حياته، ألم يقل الرسول:
"مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَع كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ".
لقد أكرمنا الله سبحانه وتعالى فى شهر ذي الحجة بنزول واحدة من أعظم آيات القرآن الكريم ووجب علينا هنا التفكر والتدبر فى آيات الله ، والإستفادة من الدروس والعبر من الآيات الواردة فى صدر سورة المائدة .... ويسرنى مشاركتكم فى هذه المناسبة السعيدة لتعم الفائدة بإذن الله تعالي ... وإذا مد الله فى أعمارنا إن شاء الله سوف ننقل إليكم الكثير المفيد لإصلاح العباد ولخير البلاد ...
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالي:
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣) سورة المائدة.
نزلت هذه الآية الكريمة على النبى صلى الله عليه وسلم فى حجته المباركة " حجة الوداع " و" اليوم " المقصود فى الآية هو يوم عرفة فى حجة الوداع فى السنة العاشرة من الهجرة كما ثبت فى الصحيح من حديث طارق بن شهاب قال: " جاء رجل من اليهود إلى عمر فقال يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرأونها لو علينا نزلت معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال ونصف آية قال:
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)
فقال عمر رضي الله عنه : إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه ؛ نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات في يوم جمعة "
إن الله تعالى وفق المؤمنين للحج الذي لم يكن بقي عليهم من أركان الدين غيره ، فحجوا فاكتمل هذا الدين أداء لأركانه وقياما بفرائضه ، خاصة أن الحج قد فرض قبل هذا فى السنة السادسة أو التاسعة على خلاف فى هذا ، إذن فالاكتمال مقصود به اكتمال أداء للشرائع ، أما أصل الإيمان فهو كامل منذ بدء نزول الوحى ، إذن فإن من ماتوا فى بداية البعثة قد ماتوا على دين كامل وإيمان كامل .
أما كون الشرائع لم تنزل دفعة واحدة لتكون تامة منذ البداية ، فليس فى ذلك غضاضة لأن الله عز وجل قد راعى أحوال البشر وطبائعهم ففرض عليهم الفرائض وشرّع لهم الشرائع تدريجا ، وفى ذلك للإسلام كل الفضل ، ومن ثم قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى :
(هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم) سورة الفتح.
قال: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بشهادة أن لا إله إلا الله ، فلما صدق بها المؤمنون زادهم الصلاة ، فلما صدقوا بها، زادهم الصيام ، فلما صدقوا به زادهم الزكاة ، فلما صدقوا بها زادهم الحج ..... ثم أكمل لهم دينهم فقال:
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
ولما كان الإسلام هو الدين الحق فقد ارتضاه الله تعالى دينا لأحبابه ، وميزانا يميز به الطيب من الخبيث ، وسببا يحقق للعبد رضا الله والفوز بالجنات... وإن من لوازم التحلى بالإسلام والرضا به دينا الرضا بالله تعالى ربا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ، هنا يسكن الإيمانُ القلبَ ويعمره بحب الله وطاعته ، فتصبح الطاعةُ همَّه ، حيث يسخر المؤمن وقته وجهده وكل ما يملك فى خدمة الدين وفيما يرضى الله ، فهذا وحده هو الذى يحقق السعادة .
يقول النبى صلى الله عليه وسلم: ( ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم – رسولا ) أخرجه مسلم.
ففي هذه الآية يقرر لنا الله سبحانه وتعالى أن أعداء الله يئسوا من دين الله دينا ... وأن علينا أن ندعوا إلى ديننا بكل شجاعة وجرأة فهو الدين الخاتم الذي ارتضاه الله لنا وسمانا به ( هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس ) سورة الحج
ولا يقبل الله من أحد دين غيره دين الإسلام ودين التوحيد. وأن الحلال ما أحل الله للمسلمين والحرام ما حرم الله عليهم وقد جلب شرع الله لرسول الله الشرائع السماوية السابقة والتي كانت كل شريعة منها خطوه نحو أكمال الدين وتمامه ببعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الأخوة أهل الدار ...
ونختم هذه الوقفة بالتفكر والتأمل فى هذه الآيات من سورة الأنعام لتكتمل اللوحة الإيمانية ونحن نودع هذا العام لنفتح صفحة بيضاء نستقبل بها عاما جديدا بإذن الله تعالى ...
بسم الله الرحمن الرحيم
(مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160) قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165) ) سورة الأنعام.
إن من أهم أسرار الحج أنه يربطنا بقدوتنا العظمى سيدنا محمد بن عبد الله (صلي الله عليه وسلم) الذي قال: (خذوا عني مناسككم) .
فالمسلم الذي راح يسأل ويتحرى أن يكون حجه كله وفق الهدي النبوي الكريم، يرجو ألاّ يحيد عنه، رجاء قبوله، ينبغي له كذلك أن يتأسّى به في حياته كلها، فالله تعالى يقول في محكم التنزيل:
(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) سورة الأنعام.
إنها آية عظيمة تضع المسلم أمام حقيقة ربما غفل عنها في خضم الحياة، وهي أن حياة الإنسان كلها، بل ومماته، يجب أن يكونا وفق نهجه وهديه كما هو شأن صلاته وعبادته المحضة، يتقفى في ذلك كله أثر الرسول الكريم ، فلا يستعير منهجًا لمالِهِ من جهة ، ومنهجًا لأسرته من جهة ثانية ، ومنهجًا لفكره من جهة ثالثة ، ولا يدع لله إلا ركعات ربما لا يدري ماذا قال فيها، وصيامًا فَقَد حقيقته، وحجًّا جهل أسراره، فعاشه بجسده ولم يعشه بقلبه، فإنَّ (لا إله إلا الله) منهج متكامل للحياة كلها بلا استثناء.
يقول الشاعر عمر أبو ريشة معتذرًا إلى الله بعد حجه:
أسألُ النفسَ خاشعًا: أتـرى *** طهرت بـردي من لوثة الأدرانِ
كم صلاةٍ صلّيت لم يتجـاوز *** قدسُ آيـاتها حـدودَ لسـاني
كم صيامٍٍ عانيت جوعي فيـه *** ونسيتُ الجياعَ مـن إخـواني
كم رجمت الشيطانَ والقلبُ مني *** مرهقٌ في حبـائل الشيطـانِ
رب عفوًا إن عشت دينيَ ألـ *** ـفاظًا عجافًا، ولم أعشه معاني
ومن أسرار الحج كذلك أنه يعطي صورة رائعة للوحدة التي يجب على المسلمين أن يسعوا إلى تحقيقها، فها هم أولاء قد تجمعوا من كل فجٍّ عميق، أبيضهم وأسودهم، شرقيهم وغربيهم، عربيهم وعجميهم، غنيهم وفقيرهم، لا تجمع بينهم سوى رابطة الدين، وحب الله ورسوله ، يرتدون لباسًا واحدًا، ويهتفون هتافًا واحدًا، ويرجون ربًّا واحدًا. قد ضحوا بأنفسهم فعرضوها لمخاطر الأسفار، وضحوا بأموالهم فأنفقوها راضية بها نفوسهم، وضحوا بأوقاتهم فاقتطعوا منها أيامًا وربما شهورًا، وضحوا بقربهم من أهلهم وديارهم وأسواقهم فتركوها في سبيل الله، وضحوا بجمالياتهم التي كانوا يحرصون عليها، فتجرّدوا من كل زينة ليبقوا أيامًا معدودات بلباس الإحرام المتواضع، الذي لا مباهاة فيه بين رجل وآخر، ولا مدعاة فيه لعجب أو رياء أو خيلاء، وتلك تربية للنفس على بذل كل شيء من أجل إرضاء خالقها ومحبته، ليس في الحج وحده، بل في سائر أيام العمر.
ومن أسراره ومنافعه تربية النفس على العفاف والأدب العالي، فإن الله تعالى يقول:
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ) سورة البقرة.
فإن من أراد أن يعمل بهذه الآية فعليه ألاّ يتدنى إلى الرفث، ولا يتدنس بالفسوق، ولا ينطق بالفحش، بل ولا يشغل نفسه بالجدل والنقاش الذي لا طائل وراءه، ولا ينظر نظرة مريبة، ومن يلزم نفسه بهذا كله في أيام الحج، فإن أثر ذلك سيبقى له بإذن الله بعده، ولو درسًا يتذكره كلما مالت به السُّبل، أو اشتط به الطريق. ثبّتنا الله جميعًا على صراطه المستقيم.
لعل تلك بعض المنافع التي أشار إليها الله تعالى في كتابه العزيز:
(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) سورة الحج.
الخاتمــــــة:
واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جل من قائل عليما (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عليه وَسَلِّمُوا تَسْلِيما ً).
لبيك اللهم ربى وسعديك ، صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين و النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و ما سبح لك من خلقك يا رب العالمين على سيدنا محمد بن عبد الله خاتم النبيين وسيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين الشاهد البشير الداعي إليك بإذنك السراج المنير وعليه السلام ... اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته وأتباعه ظاهرا وباطنا ... اللهم اجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين سيدنا محمد عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة ... اللهم ابعثه مقاماً محموداً يغبطه فيه الأولون و الآخرون .... اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد .... اللهم صل على محمد وعلى آله و أصحابه و أولاده و أزواجه وذريته و أهل بيته و أصهاره و أنصاره و أشياعه و محبيه و أمته وعلينا معهم أجمعين يا أرحم الراحمين ....
اللهم أكسبنا حبك وحب نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأرزقنا مرافقته في الجنة . اللهم وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...
ربنا آتنا في الدنيا حسنه وفي الاخره حسنه وقنا عذاب النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار.
اللهُمَّ اجعَل خَيرَ أعمارنا أواخرها ، وخَيرَ أعمالنا خَواتمها ، وخَيرَ أيّامنا يَومَ نلقَاكَ فيه وأنتَ رَاضٍ عنّا .
اللهم حبب الينا الايمان و زينه فى قلوبنا ، و كره الينا الكفر و الفسوق و العصيان ، و أجعلنا من الراشدين ، و أجعلنا هداة مهتدين, غير ضالين و لا مضلين.
ربنا أصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا و مقاما ، ربنا أصرف عنا السوء و الفحشاء و اجعلنا من عبادك المخلصين .
رب أشرح لى صدرى و يسر لى أمرى ، و أحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى.
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا. اللهم عافنا و اعف عنا فى الدنيا و الآخرة.
اللهم اغفر لى و لوالدى، و لأصحاب الحقوق على ، و لمن لهم فضل على ، و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.
اللهم أصلح لى دينى الذى هو عصمة أمرى، و أصلح لى دنياى التى فيها معاشى ، أصلح لى آخرتى التى فيها معادى ، و اجعل الحياة زيادة لى فى كل خير ، و اجعل الموت راحة لى من كل شر.
اللهم فرج همنا ، و نفس كربنا ، و أقض عنا ديننا، و اشف مرضانا ، و ارحم موتانا ، و اهلك اعداءنا .
اللهم أفردنا لما خلقتنا له، ولا تشغلنا بما تكفلت لنا به، ولا تحرمنا ونحن نسألك، ولا تعذبنا ونحن نستغفرك ... ورد علينا غربتنا وأجمع شملنا مع أهل الدار غانمين سالمين مسرورين ومبسوطين ...
غفر الله لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ، الأحياء منهم والأموات ... و جعلنا الله وإياكم والجميع من المتحابين في الله نجتمع عليه ونتفرق عليه ، ومن الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله .... آمين..
وفقني الله وإياكم لما فيه إصلاح العباد وخير البلاد ... السعية والرعية.
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين.
محمد المرضي )أبو يوسف)
E-mail: murdi78@gmail.com