بادر بالأعمال الصالحة
طوبى لمن بادر عُمره القصير فعمَّر به دار المصير وتهيأ لحساب الناقد البصير قبل فوات القدرة وإعراض النصير.
قال عليه الصلاة والسلام: (بادروا بالأَعمال سبعاً: هل تنتظرون إِلّا فقراً مُنسياً أو غنيً مطغياً أو مرضاً مفسداً أو موتاً مجهزاً أو هرماً مُفنداً أو الدجال فشر غائب يُنتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر) 0
· كان الحسن يقول: عجبت لأقوام أُمروا بالزاد ونُودي فيهم بالرحيل وجلس أولهم على آخرهم وهم يلعبون 0 وقال أبو حازم: إن بضاعة الآخرة كاسدة فاستكثروا منها في أوان كسادها فإِنه لو جاء وقت نفاقها لم تصلوا فيها إِلى قليل ولا كثير)
· وقال نافع: ما رأيت ابن عمر صائماً في سفره ولا مفطراً في حضره
· 0 قال سعيد بن المسيب: ما تركت الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة 0
· وكان سعيد بن جبير يختم القرآن في ليلتين 0
· وكان الأسود يقوم حتى يخضر ويصفر وحج ثمانين حجة 0
· 0 وقيل لعمرو بن هانئ: لا نرى لسانك يفتر من الذكر فكم تسبح كل يوم قال: مائة ألف إلّا ما تخطئ الأصابع 0
* لما حضرت أبو بكر بن عياش الوفاة بكت أخته فقال: لا تبك وأشار إلى زاوية في البيت إنه قد ختم أخوك في هذه الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة
0 قال الربيع: وكان الشافعي رضي الله عنه يقرأ في كل شهر ثلاثين ختمة وفي كل شهر رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلوات.
* واعلم أن الراحة لا ُتنال بالراحة ومعالي الأُمور لا تنال بالفتور ومن زرع حصد ومن جد وجد 0
* لله در أقوام شغلهم تحصيل زادهم عن أهاليهم وأولادهم ؛ وصاحت بهم الدنيا فما أجابوا شغلاً بمرادهم وتوسدوا أحزانهم بدلاً عن وسادهم؛ واتخذوا الليل مسلكاً لجهادهم واجتهادهم .
نازلهم الخوف فصاروا والهين وناجاهم الفكر فعادواخائفين وجَنَّ عليهم الليل فباتوا ساهرين وناداهم منادى الصَّلاح حىّ على الفلاح فقاموا متهجدين وهبت عليهم ريح الأَسحار فتيقظوا مستغفرين .
من آداب الصباح والمساء
الأول: أن يستحضرالعبد أن الله سبحانه وتعالى, يمد في أجله عسى أن يتوب إليه , ويُقبل عليه , ولهذا المعنى كان صلى الله عليه وسلم , إذا اسيقظ من نومه حمد الله على أن (( رَدَّ عليه رُوحه , وعافاه في جسده , وأَذِن له بذكره )) , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس أحدٌ أفضلَ عند الله من مؤمنٍ يُعَمَّر في الإِسلام , لتسبيحه , وتكبيره , وتهليله ).
الثاني: أن يلزم الإستغفار , ويجدد التوبة من جميع الذنوب بالكف عنها , والندم عليها , والعزم الأكيد على عدم معاودتها , وأداء الحقوق إلى أصحابها .
قال رجل لحاتم الأصم : (( ما تشتهي؟ )) .
قال: (( أشتهي عافية يوم إلى الليل )) .
فقال له: (( أليست الأيام كلها عافية؟ )) .
قال: (( إن عافية يومي أن لا أعصي الله فيه )) .
الثالث: أن يكون من أصحابهَمِّ الآخرة , قال صلى الله عليه وسلم : ( من كان همَّه الآخرةُ , جمع الله له شملَه , وجعل غناه في قلبه , وأتته الدنيا راغمةً , ومن كان همَّه الدنيا , فرَّق الله عليه أمره , وجعل فقره بين عينيه , ولم يأته من الدنيا إلا ما كَتَبَ الله له ) .
وذلك يقتضي أن يجتهد في تعمير وقته , وشغل قلبه بكل ما يُرضي الله من صالح الأعمال .
الرابع: أن يعزم على كف شره عن الناس , ويطهر قلبه من الغل لأَيٍّ من المسلمين , قال الصحابي _ الذي بشره النبي صلى الله عليه وسلم , بأنه من أهل الجنة _ لعبد الله ابن عمرو لما أقام معه ثلاثاً كي يرقُب عبادته , فاستقلها , وسأله عما يكون قد بلغ به هذه المنزلة , فقال رضي الله عنه :
" ما هو إلا ما رأيتَ , غير أني لا أجد على أحدٍ من المسلمين في نفسي غِلاً , ولا حسداً على خيرٍ أعطاه الله إياه "
قال عبد الله: فقلت له : ( هي التي بلغت بك , وهي التي لا نُطيق ) .
الخامس: أن يمكث في مصلاه بعد صلاة الصبح يذكر الله حتى تطلع الشمس , ثم يصلي ركعتين , وأن يمكث كذلك بعد صلاة العصر , فإنه من أشرف أوقات الذكر .
السادس: أن يجتهد في الجمع في يوم واحد بين صوم تطوع , وعيادة مريض , وتشيع جنازة , وإطعام مسكين , فقد قال صلى الله عليه وسلم " ما اجتمعت هذه الخِصال في رجل في يوم إلا دخل الجنة " .
السابع: أن يستحضر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أصبح منكم آمنًا في سِرْبِه مُعافًيً في جسده , عنده قوتُ يومه , فكأنما حِيزَتْ له الدنيا بحذافيرها ) .
المراجع:
1/كتاب عمل اليوم والليلة / أبو بكر السنى.- بيروت : منشورات ؛ دار الجيل .
2/من كتاب : أذكارو آداب الصباح و المساء / محمد بن أحمد إسماعيل
3/كتاب المواعظ / لإبن الجوزى – مكتبة مشكاة الإسلامية .ص 4- 5
طوبى لمن بادر عُمره القصير فعمَّر به دار المصير وتهيأ لحساب الناقد البصير قبل فوات القدرة وإعراض النصير.
قال عليه الصلاة والسلام: (بادروا بالأَعمال سبعاً: هل تنتظرون إِلّا فقراً مُنسياً أو غنيً مطغياً أو مرضاً مفسداً أو موتاً مجهزاً أو هرماً مُفنداً أو الدجال فشر غائب يُنتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر) 0
· كان الحسن يقول: عجبت لأقوام أُمروا بالزاد ونُودي فيهم بالرحيل وجلس أولهم على آخرهم وهم يلعبون 0 وقال أبو حازم: إن بضاعة الآخرة كاسدة فاستكثروا منها في أوان كسادها فإِنه لو جاء وقت نفاقها لم تصلوا فيها إِلى قليل ولا كثير)
· وقال نافع: ما رأيت ابن عمر صائماً في سفره ولا مفطراً في حضره
· 0 قال سعيد بن المسيب: ما تركت الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة 0
· وكان سعيد بن جبير يختم القرآن في ليلتين 0
· وكان الأسود يقوم حتى يخضر ويصفر وحج ثمانين حجة 0
· 0 وقيل لعمرو بن هانئ: لا نرى لسانك يفتر من الذكر فكم تسبح كل يوم قال: مائة ألف إلّا ما تخطئ الأصابع 0
* لما حضرت أبو بكر بن عياش الوفاة بكت أخته فقال: لا تبك وأشار إلى زاوية في البيت إنه قد ختم أخوك في هذه الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة
0 قال الربيع: وكان الشافعي رضي الله عنه يقرأ في كل شهر ثلاثين ختمة وفي كل شهر رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلوات.
* واعلم أن الراحة لا ُتنال بالراحة ومعالي الأُمور لا تنال بالفتور ومن زرع حصد ومن جد وجد 0
* لله در أقوام شغلهم تحصيل زادهم عن أهاليهم وأولادهم ؛ وصاحت بهم الدنيا فما أجابوا شغلاً بمرادهم وتوسدوا أحزانهم بدلاً عن وسادهم؛ واتخذوا الليل مسلكاً لجهادهم واجتهادهم .
نازلهم الخوف فصاروا والهين وناجاهم الفكر فعادواخائفين وجَنَّ عليهم الليل فباتوا ساهرين وناداهم منادى الصَّلاح حىّ على الفلاح فقاموا متهجدين وهبت عليهم ريح الأَسحار فتيقظوا مستغفرين .
من آداب الصباح والمساء
الأول: أن يستحضرالعبد أن الله سبحانه وتعالى, يمد في أجله عسى أن يتوب إليه , ويُقبل عليه , ولهذا المعنى كان صلى الله عليه وسلم , إذا اسيقظ من نومه حمد الله على أن (( رَدَّ عليه رُوحه , وعافاه في جسده , وأَذِن له بذكره )) , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس أحدٌ أفضلَ عند الله من مؤمنٍ يُعَمَّر في الإِسلام , لتسبيحه , وتكبيره , وتهليله ).
الثاني: أن يلزم الإستغفار , ويجدد التوبة من جميع الذنوب بالكف عنها , والندم عليها , والعزم الأكيد على عدم معاودتها , وأداء الحقوق إلى أصحابها .
قال رجل لحاتم الأصم : (( ما تشتهي؟ )) .
قال: (( أشتهي عافية يوم إلى الليل )) .
فقال له: (( أليست الأيام كلها عافية؟ )) .
قال: (( إن عافية يومي أن لا أعصي الله فيه )) .
الثالث: أن يكون من أصحابهَمِّ الآخرة , قال صلى الله عليه وسلم : ( من كان همَّه الآخرةُ , جمع الله له شملَه , وجعل غناه في قلبه , وأتته الدنيا راغمةً , ومن كان همَّه الدنيا , فرَّق الله عليه أمره , وجعل فقره بين عينيه , ولم يأته من الدنيا إلا ما كَتَبَ الله له ) .
وذلك يقتضي أن يجتهد في تعمير وقته , وشغل قلبه بكل ما يُرضي الله من صالح الأعمال .
الرابع: أن يعزم على كف شره عن الناس , ويطهر قلبه من الغل لأَيٍّ من المسلمين , قال الصحابي _ الذي بشره النبي صلى الله عليه وسلم , بأنه من أهل الجنة _ لعبد الله ابن عمرو لما أقام معه ثلاثاً كي يرقُب عبادته , فاستقلها , وسأله عما يكون قد بلغ به هذه المنزلة , فقال رضي الله عنه :
" ما هو إلا ما رأيتَ , غير أني لا أجد على أحدٍ من المسلمين في نفسي غِلاً , ولا حسداً على خيرٍ أعطاه الله إياه "
قال عبد الله: فقلت له : ( هي التي بلغت بك , وهي التي لا نُطيق ) .
الخامس: أن يمكث في مصلاه بعد صلاة الصبح يذكر الله حتى تطلع الشمس , ثم يصلي ركعتين , وأن يمكث كذلك بعد صلاة العصر , فإنه من أشرف أوقات الذكر .
السادس: أن يجتهد في الجمع في يوم واحد بين صوم تطوع , وعيادة مريض , وتشيع جنازة , وإطعام مسكين , فقد قال صلى الله عليه وسلم " ما اجتمعت هذه الخِصال في رجل في يوم إلا دخل الجنة " .
السابع: أن يستحضر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أصبح منكم آمنًا في سِرْبِه مُعافًيً في جسده , عنده قوتُ يومه , فكأنما حِيزَتْ له الدنيا بحذافيرها ) .
المراجع:
1/كتاب عمل اليوم والليلة / أبو بكر السنى.- بيروت : منشورات ؛ دار الجيل .
2/من كتاب : أذكارو آداب الصباح و المساء / محمد بن أحمد إسماعيل
3/كتاب المواعظ / لإبن الجوزى – مكتبة مشكاة الإسلامية .ص 4- 5